قطر اول دولة عربية تعترف بالمعارضة الليبية التي تتقدم قواتها غربا نحو معاقل القذافي
اعترفت دولة قطر الاثنين بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض للقذافي في ليبيا ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الليبي.
ونقلت وكالة الانباء القطرية الرسمية عن مسؤول بوزارة الخارجية قوله ان "هذا الاعتراف يأتي عنقناعة بان المجلس قد اصبح عمليا ممثلا لليبيا وشعبها الشقيق بما يضم من ممثلين لمختلف المناطق الليبية وبما يحظى به من قبول لدى الشعب الليبي".
وياتي اعتراف قطر كاول دولة عربية تعترف بحكم المعارضة في ليبيا بعد يوم من اعلان مسؤول بارز في المعارضة الليبية موافقة قطر على تسويق النفط الليبي المنتج من الابار الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة.
كما تشارك قطر، ومعها دولة الامارات من العالم العربي، في عمليات تنفيذ قرار الامم المتحدة بالتدخل العسكري في ليبيا.
وميدانيا، تفيد الانباء بسيطرة قوات المعارضة على بلدة النوفلية، الواقعة غربي بلدة بن جواد وعلى بعد 120 كيلومترا الى الشرق من سرت، من قوات الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.
وقالت قناة الجزيرة الفضائية الاثنين ان المعارضة المسلحة في شرق ليبيا سيطرت على بلدة النوفلية ليمتد تقدمها غربا نحو سرت مسقط رأس الزعيم الليبي.
ومدينة بن جواد هي ابعد نقطة وصل اليها المعارضون المسلحون غربا الاحد مع تقدمهم السريع على امتداد الساحل بمساعدة الغارات الجوية الغربية.
وقال مراسل لوكالة رويترز على بعد نحو 15 كيلومترا غربي بن جواد انه سمع قصفا متواصلا على الطريق الى هناك، وذكرت قناة الجزيرة ان قوات القذافي تتمركز الان على بعد نحو 30 كيلومترا خارج سرت.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر معارضة قولها ان قوات الحكومة الليبية قصفت الاثنين مدينة مصراتة في غرب ليبيا.
وقال سعدون المصراتي من المنطقة لقناة الجزيرة ان هناك قناصة فوق اسطح المباني.
وابلغ متحدث اخر باسم المعارضة تلفزيون العربية ان ثمانية اشخاص قتلوا واكثر من 24 جرحوا في اشتباكات بين المعارضة المسلحة وقوات الحكومة الليبية في المدينة.
سرت
وكانت مصادر المعارضة المسلحة الليبية اعلنت في وقت سيطرتها على سرت، مسقط رأس القذافي وآخر مدينة قبل معقله طرابلس.
وجاء اعلان المعارضة بعد ان احرزت تقدماً سريعاً الى الغرب، مدعومة بغطاء من الضربات الجوية الدولية التي دمرت العديد من آليات النظام الليبي.
الا ان مراسلا لوكالة رويترز في سرت يقول انه لا توجد اية مؤشرات في المدينة تدل على سقوطها في قبضة المعارضين، بينما اوردت وكالة الانباء الفرنسية ان القوات الموالية للقذافي نجحت في ايقاف تقدم قوات المعارضة على مسافة 140 كيلومترا شرقي سرت.
وكانت المعارضة قد اعلنت قبل ساعات سيطرتها على بلدة بن جواد، وراس لانوف النفطية والبريقة واجدابيا والعقيلة من قبلها.
المعارضة الليبية "تواصل التقدم غربا"
المعارضة الليبية تقول إنها تتقدم إلى الغرب بعد استعادة بلدة البريقة واجدابيا والعقيلة، والطائرات الفرنسية تدمر طائرات عائدة لقوات القذافي.
.لاستخدام هذا الملف لابد من تشغيل برنامج النصوص "جافا"، وأحدث الإصدارات من برنامج "فلاش بلاير"
وكان ناطق حكومي ليبي قد قال في وقت سابق إن طيران التحالف شن غارات على سرت، اسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين.
وقال الناطق موسى ابراهيم ان ثلاثة شباب قتلوا في غارة استهدفت مرفأ لصيادي السمك قرب سرت، في منطقة وصفها بأنها "تخلو من اي هدف عسكري او شبه عسكري".
وسمعت اصوات المضادات الأرضية في العاصمة طرابلس بينما قال التلفزيون الليبي ان غارات التحالف استهدفت مناطق مدنية وعسكرية فيها.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن شهود عيان قولهم ان قافلة تضم 20 مركبة عسكرية من بينها شاحنات تحمل مدافع مضادة للطائرات شوهدت الاحد وهي تغادر سرت وتتحرك غربا نحو طرابلس.
كما شوهدت عشرات من السيارات المدنية تقل اسرا ومحملة بالامتعة تتحرك غربا على الطريق الساحلي من سرت نحو العاصمة الليبية.
مصراتة
وفي مدينة مصراته غرب البلاد، قال متحدث باسم المعارضة إن القتال مستمر للسيطرة على الطريق الرئيسي في المدينة.
وقال احد سكان المدينة لبي بي سي مساء الاحد إن ثمانية اشخاص قتلوا واصيب 26 بجروح - جروح خمسة منهم خطيرة - عندما تقدمت القوات الموالية للقذافي الى حي الجزيرة السكني غربي مصراته.
وكان التلفزيون الليبي قد قال في وقت سابق إن مصراته "آمنة" وان "الحياة فيها تعود الى طبيعتها" بعد ان نجحت قوات الامن في اعتقال "العصابات الارهابية التي كانت تعبث بالامن فيها".
كما اعلنت وكالة الانباء الليبية الرسمية ان القوات الغربية قصفت فجر الاثنين بلدة سبها جنوبي البلاد، مما اسفر عن سقوط عدد من الضحايا.
وقالت الوكالة: "إن القصف الصليبي الاستعماري استهدف الاحياء المأهولة في بلدة سبها فجر الاثنين مما تسبب في تدمير عدد من المنازل فيها. وقد هرعت سيارات الاسعاف وفرق الانقاذ الى المنطقة".
الناتو
من ناحية اخرى اعلن حلف شمال الاطلسي (ناتو) في بروكسل أنه سيتولى "فورا" قيادة كل العمليات العسكرية في ليبيا وتسلم القيادة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وبهذا سيتولى الناتو جوانب تنفيذ قرار الامم المتحدة بشأن التدخل العسكري في ليبيا.
من جانبه اعلن وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس الاحد ان الهدف العسكري للتدخل في ليبيا ليس الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي لان "اي تغيير للنظام امر معقد جدا" في تطبيقه.
واكد غيتس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أن مقربين من القذافي بدأوا "بالانشقاق" اثر تدخل التحالف الدولي في ليبيا.
واعتبر غيتس ان الوضع في ليبيا يهدد بزعزعة استقرار تونس ومصر وتعريض ثورتيهما الى "الخطر".